ضربة عنيفة موجعة تعرض لها فريق برشلونة الإسباني وهو يخوض أشرس معاركه في بطولة دوري الأبطال الأوروبي لكرة القدم، الضربة كانت موجعة لأن ضحيتها هو أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم على وجه التحديد، النجم المتألق ليونيل ميسي الملقب بـالبرغوث الصغير الساحر
وعادوت ميسي نفس الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لمدة لا تقل عن ستة أسابيع، وهي التي سبق وأبعدته عن الملاعب خلال الفترة من منتصف نوفمبر الماضي وحتى يناير الماضي، وهي تمزق في أربطة الركبة اليسرى، وكأنه مكتوب على هذا النجم الشاب الذي أكمل منذ أشهر قليلة عامه العشرين، أن يخرج من إصابة ليدخل أخرى، أو كأنعين الحسود قد أصابته أيضاً بعد فاصل المديح والإطراء الذي أفردته له مجلة فرانس فوتبول الفرنسية قبلموقعة سيلتيك جلاسكو الاسكتلندي التي شهدت إصابة ميسي والتي انتهت بفوز برشلونة وصعوده إلى دور الثمانية في دوري الأبطال الأوروبي
الضربة موجعة أيضاً لفريق البارسا لأن ميسي عنصر أساسي وحاسم في انتصارات الفريق الكاتالوني، ولاسيما في ظل تراجع مستوى رونالدينهو وتذبذبه من مباراة إلى أخرى، وعدم وصول الفرنسي تيري هنري الى فورمته العالية التي كان عليها وهو يلعب في صفوف الأرسنال الانجليزي، في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة في الدوري الاسباني بين برشلونة وريال مدريد وايضا تشتعل فيه معركة دور الثمانية في دوري الأبطال الأوروبي
والمثير للقلق في موضوع إصابة ميسي الذي كان أول من شعر بها وأحسها في الملعب وبكى من أجلها بكاء حارا، ان البعض تطرق إلى القول أن كثرة إصابات ميسي رغم صغر سنه تثير المخاوف من إمكانية تأثير العلاج الهرموني الذي كان يتعاطيه بينما كان في الثالثة عشرة من عمره بهدف زيادة طوله والإسراع في عملية نمو جسده، وأيضا احتمال تأثر عضلات رجليه وأربطة ركبتيه بهذا العلاج الهرموني، وهو نفس التخوف الذي أثاره البعض تعليقًا على إصابات النجم البرازيلي الهداف رونالدو الذي بات في طريقه إلى اعتزال اللعب تمامًا بسبب كثرة إصاباته والتي عزاها البعض إلى العلاج الهرموني الذي كان رونالدو يتناوله من خلال أطباء فريق أياكس أمستردام الهولندي حيث كان يلعب في بداياته
المتشائمون يقولون إن ميسي سيبقى لاعبًا هشًا سهل الكسر والإصابة ما لم يحظ بعلاج صحيح مع علاج موازٍ للتخلص من آثار العلاج الهرموني القديم، بينما يردد المتفائلون انها مجرد اصابة عادية مثلها مثل الاصابات الكثيرة التي يتعرض لها النجوم في كل مكان، وعلى الرغم من ذلك سيبقى التساؤل مطروحاً وبقوة: هل ستكون نهاية ميسي في الملاعب درامية ومشابهة لنهاية البرازيلي رونالدو؟ وهل مكتوب دائما على النجوم السوبر ان تنتهي علاقاتهم مع كرة القدم والملاعب نهايات مأساوية؟ حدث ذلك مع نجم النجوم الارجنتيني دييجو مارادونا ولكنها لم تكن الإصابة وإنما تعاطى الماريجوانا والمنشطات.. ومع الفرنسي المبدع زين الدين زيدان الذي كانت نهايته درامية ايضا بكارت احمر في نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا على اثر النطحة الشهيرة التي وجهها لمدافع ايطاليا ماتيراتزي.. واخيرا مع رونالدو الذي يكاد يكون لم يلعب كرة بانتظام منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبعيدا عن اصابة ميسي التي يتمنى عشاق الكرة الجميلة ان تكون اصابة عادية لكي يعود هذا البرغوث الساحر الى الملاعب سريعا لامتاع الجماهير في كل مكان، فإن مجلة فرانس فوتبول الفرنسية تغزلت في مواهب ميسي وما يملكه من مهارات وسرعة وانطلاقات وفنيات عالية وفريدة من نوعها، ويكفي انه - على الرغم من كثرة اصابته هذا الموسم - نجح في تسجيل تسعة اهداف في الدوري الاسباني كما سجل ستة أهداف في دوري الأبطال الأوروبي تصدر بها قائمة هدافي هذه المسابقة الأوروبية المهمة.
وقالت المجلة ان ميسي لاعب فريد من نوعه يعيش سعادته الحقيقية وهو يلامس الكرة ويداعبها وهذا هو سر حب الأطفال والنشء له فهو دائما ما يأتي بألعاب وحركات ومهارات غير متوقعة بالمرة، وفضلاً من ذلك فإنه استطاع ان يطور بعض نقاط ضعفه مثل اللعب بالرأس واللعب بالقدم اليمنى والعودة للدفاع.
وميسي من مواليد 24 يونيو 1987 في روزاريو بالأرجنتين وطوله 169سم ووزنه 67كجم ولعب 26 مباراة دولية وسجل 8 أهداف، وبدأ حياته لاعباً في نادي نيولز اولد بويز الارجنتيني ومنه الى برشلونة عام 2001 بينما لم يكن قد تجاوز الرابعة عشرة من عمره بعد، ومن أبرز انجازاته الفوز مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم تحت 20 سنة والفوز مع برشلونة بالدوري الإسباني عامي 2005 و2006 وكأس السوبر الاسبانية عام .2006
الأربعاء يوليو 16, 2008 1:11 am