لحظات عصيبة عاشها الوسط الرياضي في مصر عقب تفجر إحدى أزماته المتكررة في الفترة الأخيرة، والتي كان بطلها هذه المرة اللاعب هاني سعيد الذي انتقل من الإسماعيلي للزمالك رسمياً قبل أن يتم تغيير وجهته في اللحظات الأخيرة ويتدخل الأهلي في محاولة لإفشال الصفقة والفوز باللاعب عبر سبل الترغيب أو الترهيب والضغط التي يلجأ إليها كلما وجد المنافس في طريقه للعودة من جديد ..
وحمل الموقف الأخير للاعب الذي اختار الزمالك بمحض ارادته ووقع على الاستغناء الخاص بعملية الانتقال دون ضغوط، مواقف متابينة على جميع الأصعدة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك إن الفساد استشرى في الكرة المصرية، وكشفت العديد من المواقف والمشاهد المتابينة التي أكدت أموراً لا تبدو جديدة على واقع الكرة المصرية .. ولكن تلك المواقف عادت لتتجلى بوضوح تام لعلنا نقف ونواجه مايحدث من حولنا ..
1- لعل أول تلك المشاهد هو موقف على أبو جريشة رئيس اللجنة الفنية بالإسماعيلي الذي كان أول ماقام به ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك هو الاتصال به للتأكد من موقفه .. وكان طبيعياً أن أبو جريشة بأخلاقة الرفيعة قد أكد أن الإسماعيلي باع اللاعب للزمالك وانتهى الأمر تماماً، وأصبح اللاعب من حق الزمالك دون غيره.
2- كانت تلك المشاهد الغريبة .. فقد قام بعض المرشحين لانتخابات الزمالك وبعض أنصارهم بالرقص وأبدوا سعادة بالغة بفشل الصفقة باعتبار أن ذلك يقلل من أسهم ممدوح عباس رئيس الزمالك الحالي والمرشح الأقوى للفوز بالإنتخابات.
[تدخل الأهلي افسد العلاقة بين القطبين]
تدخل الأهلي افسد العلاقة بين القطبين
3- ممدوح عباس اعتبر مايحدث تدخلاً من الأهلي في انتخابات الزمالك، بل تدخلاً ضده بشكل شخصي، باعتبار أن الرجل كان قد أغلق ملف شريف أشرف بعد اتهام الأهلي بالتزوير، حيث جرت في تلك الفترة مكالمة بينه وبين حسن حمدي أكد له بعدها عباس أن الزمالك سيكتفي بانتقال اللاعب لصفوفه ويغلق الملف حرصاً على الأهلي وسمعته واسم رئيسه .. كان عباس ينتظر موقفا مماثلاً من حمدى لمساندته ولما لم يجده .. هدد بكشف كل الأوراق.
4- بدأت التصريحات الأهلاوية في التراجع والتأكيد على أن الأهلى ليس طرفا على الاطلاق ولم يتدخل فى الصفقة بعد شعور الأهلاوية أن مافعلوه قد أثار حالة غير مسبوقة من الحنق والغضب بين كل جماهير مصر وخاصة جماهير الزمالك والاسماعيلى، حيث أن مخططهم لضم اللاعب بالضغط على الاسماعيلى بورقة عبد ربه لم يأتى بثماره .. كما أن ممدوح عباس كشف اللعبة فور حدوثها.
5- الأزمة اثارت انشقاقات صارخة بين لاعبى الزمالك وهم أيضا لاعبى منتخب مصر ..عبد المنصف اتهم زميله فى محضر رسمى بالتعدى عليه .. ثم كيف سيدخل هانى سعيد نادى الزمالك مرة أخري بعد ماحدث .. وحتى لو اعتذر اللاعب ولعبت الصحافة دورها للتهدئة .. فأن القلوب والعقول ستبقى تتذكر ماحدث !!!
عموما اللاعب الذى اختفى أصبح موقفه صعبا للغاية بعد أن أدرك أن لعبته فشلت وأنه بعد أن خرجت التصريحات الأهلاوية تعلن تخلى الأهلي عنه تقريبا .. ليس عليه الا أن يعود للزمالك الذى ضمه واتفق معه ومنحه مقدم التعاقد.
ويبقى أن الأزمة الطارئة والوهمية قد كشفت مواقف الجميع .. ووضعت الكرة المصرية أمام عوراتها !